الخميس، 15 مايو 2014

لماذا صلب المسيح

ربما ينكر الغير مؤمن بالمسيح صلبه وقيامته لكن هذا مردود عليه ان لم يكن بالنصوص المقدسة فى التوراة كنبوات او الانجيل كواقعة حدثت بالفعل يرد عليه ايضا  بالمنطق البسيط فلو لم يكن هناك صلب للمسيح وقيامه من الاموات كنا لن نجد احد ليؤمن بالمسيح !!
اما عن لماذا صلب المسيح فسوف نرد على هذا السؤال فيما يلى
سوف نتحدث الان فى نقطاتين لايضاح الموضوع ككل :-
اولها :الذبيحة عقيدة الهية ونبوات التى اتت فى العهد القديم عن المسيح 
ثانيا : تحقيق النبوات فى المسيح والكيفية
 ----------------------------------------
 
اولاً: الذبيحة عقيدة الهية
---------------
 
قبل ان نتحدث عن الاعداد التى وردت فى الكتاب المقدس التوراة العهد القديم (اى قبل مجئ المسيح )كنبوات لأيضاح ان الذبائح عقيدة الهية وليست من صنع البشر لابد ان نتحدث عن اصل هذه الذبائح من اين جاءت او ما هو سببها .
عندما خلق الله ادم وبعده حواء ايضا خلق لهم كل المشتهيات وكان لهم كل السلطان على الارض وكل المميزات وكانوا فى علاقة مباشرة مع الله لانهم لم يعرفوا الخطية ولا مخالفة الله
وبعد خلق الله ادم قال له كما جاء فى سفر التكوين (2 : 16-17 )
 وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا
وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت


فلنا ان نلاحظ هنا ان الله امر ادم ان لا ياكل من هذه الشجرة وقال له يوم تاكل منها موتا تموت
ولكن ماذا حدث بعدها نقراء هذا فى نفس سياق سفر التكوين ( 3 : 5 - 6 )
بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر
6 فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضا معها فأكل


-فهنا فى هذا العدد نجد ان اكلهم من الشجرة خيل لهم ان يصيروا مثل الله عارفيين الخير وشر  وتعتبر هذه خطية ومخالفة فى حد ذاتها وايضا نوضح شئ اخر بان عدم اكل ادم وحواء من الشجرة قبل ان يفعلوا وياكلوا كان بحد ذاته ايضا ذبيحة سرور بالطاعة

-فماذا حدث بعد اكل من الشجرة التى نهى الله ان ياكلوها وحدد عقبها بموتا تموتوا
تم طرد ادم وحواء من الجنة وكان هذا يمثل موت العلاقة بين الله والانسان اى ادم وحواء اى حتمية الموت نتيجة عن مخالفة لأستحقاق لعقاب موتا تموتوا-- وايضا هنا ملاحظة اخرى ان ادم وحواء بعد طردهم من الجنة نزع منهم كل الامتيازات التى اعطاهم الله لهم

فكان لابد على الانسان ان يوجد شئ ليرضى به الله  لكن رضى الله هنا لا يتحقق الا  بتحقيق عقوبة  الموت  وكان هذا من خلال الذبيحة التى يقدمها الشخص لتموت بدلا عنه ويكون هذا ذبيحة سرور وطاعة ل الله

وسوف نسرد اتباعا فيما يلى اعداد من العهد القديم لتقديم الذبائح ل الله
1- ونبدا بما هو اقدم فنجد ان قابيل وهابيل كانوا يقدمات الذبائح والقربيين ل الله فى سفر التكوين ( 4 : 3 -5 )
وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب
وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه
 ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه

فنلاحظ هنا اولا ان كلن من هابيل وقابيل قدم ذبائح ولكن العجيب ان من قدم منهم اثمار الارض لم ينظر الله له لكن من قدم غنما نظر الرب له اى تراضى عليه 

2- وايضا نقراء فى قصة تجرب الله لابينا ابراهيم فى سفر التكوين (22 :1-2 )
وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم. فقال:هأنذا
 فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك
......
تكوين ( 22 : 9 - 13 )
 فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب
ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه
فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم. فقال: هأنذا
فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني
فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه

ونلاحظ هنا وبكل وضوح عوضا عن ابنه الذى كان ابراهيم ينوى ان يقدمه ذبيحة للمحرقة اشارة له الله بكبش بدلا منه كما هو موضح فى الاعداد

3- وايضا نرى موضوع الذبيحة فى العهد القديم فى الحية النحاسية التى امر الله موسى ان يرفعها من اجل الشعب
 سفر العدد 
21: 8 فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة و ضعها على راية فكل من لدغ و نظر اليها يحيا
21: 9 فصنع موسى حية من نحاس و وضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا و نظر الى حية النحاس يحيا
وهذا كما اوضح الانجيل نبوء وتمهيد لمجئ المسيح وفداءه للبشرية ونرى هذا فى(يوحنا 3:14 و15)
 "وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" 

والتشبيه هو أنه كما رفع موسى الحية النحاسية في برية سيناء، كذلك رفع الله أيضاً المسيح على الصليب في بريّة العالم، فكل مَن ينظر إلى المسيح المصلوب بإيمان، يُشفى من لدغ الحية التي هي إبليس، أي يشفى من الخطية والموت وينال الحياة الأبدية. لأن المسيح سحق رأس الحية، أي الشيطان. وهذا ما تعنيه الآية المشار إليها أعلاه. وإن مجرد ما ذُكر في العهد القديم هو إشارة أو تشبيه لعمل المسيح في العهد الجديد.(موقع رهبانية الديرين ) 


4- وايضا دليل ان الذبيحة عقيدة الهية هو ما ورد فى شريعة موسى بكيفية تقديم الذبائح وشروط وخطوات تقديم الذبائح وهى اعداد كثيرة جدا مثال على ذالك ما ورد فى سفر اللاويين ( 1 : 1 - 5 )  
 وَدَعَا الرَّبُّ مُوسَى وَكَلَّمَهُ مِنْ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا قَرَّبَ إِنْسَانٌ مِنْكُمْ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ تُقَرِّبُونَ قَرَابِينَكُمْ. إِنْ كَانَ قُرْبَانُهُ مُحْرَقَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَذَكَرًا صَحِيحًا يُقَرِّبْهُ. إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُقَدِّمُهُ لِلرِّضَا عَنْهُ أَمَامَ الرَّبِّ. وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْمُحْرَقَةِ، فَيُرْضَى عَلَيْهِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهُ. وَيَذْبَحُ الْعِجْلَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيُقَرِّبُ بَنوُ هَارُونَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ، وَيَرُشُّونَهُ مُسْتَدِيرًا عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.

ونلاحظ هنا فى كلمة ذكرا صحيحا اى بلا عيب ويوجد اماكن اخرى فى الكتاب المقدس توضح هذا المعنى وهذا ايضا ينطبق على المسيح لان المسيح بلا عيب ولا خطية

سفر اللاويين (22 : 19 - 20 )
 فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ يَكُونُ ذَكَرًا صَحِيحًا مِنَ الْبَقَرِ أَوِ الْغَنَمِ أَوِ الْمَعْزِ. كُلُّ مَا كَانَ فِيهِ عَيْبٌ لاَ تُقَرِّبُوهُ لأَنَّهُ لاَ يَكُونُ لِلرِّضَا عَنْكُمْ.


 (1يو1:2)
  يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا. وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا.

وحتى فى المعتقدات الاخرى غير المسيحية يعترفوا ان المسيح الوحيد الذى بار وانه بلا خطية  
 ----------------------------------------

ثانيا :تحقيق النبوات فى المسيح والكيفية
-------------------------------

اعداد من الانجيل توضح تحقيق النبوة والكيفية
  يوحنا (3 : 14 -21 )
وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان
لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية
لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم ، بل ليخلص به العالم
الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
وهذه هي الدينونة : إن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة
لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور ، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله
وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور ، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة


فمحبة الله ان يجعل لنا هذا الفداء العظيم لفك قيود سلطان ابليس على كل من يؤمن به


المسيح يسحق رأس الحيّة والحيّة تسحق عقبه

(الحية القديمة المدعو إبليس رؤيا 12: 9-11)
 فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.


وهذا نجده فى سفر التكوين كنبوء ايضا عن المسيح وهو اول سفر فى العهد القديم (تكوين 3: 15)
"وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو(أي المسيح) يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (اى الصلب )"


وللعلم ايضا الحية هى من اغرت حواء لمخلفة كلام الله والاكل من شجرة معرفة الخير وشر التى نهى عنها الله كما اوضحت فى اول الموضوع  

اما عن باقى نبوات التى تتكلم عن صلب المسيح وفداءه للبشرية هيتم عمل موضوع جديد فى المدونة لسرد كل هذه الاعداد  من التوراة


-فكان المسيح بمسابة نائبا على البشر اخذن الصلب والاهانات مقدما ذبيحة لا نهائية لكل من يؤمن باسمه ومستحق 

فبصلب المسيح اخذا عقوبة الموت المحكوم على ادم وحواء ب (موتا تموتوا ) واصبح ذبيحة لنا جميعا ولان بتاكيد الله لا يمكن ان يرجع على حكمه كذلك هنا اتت رحمة الله لياتى المسيح كلمة الله المتجسدة دون انفصال او اختلاط او تغيير او امتزاج  ليرجعنا مرة اخرى لحضن الاب والعلاقة المباشرة مع الله والمميزات التى هى من الروح القدس 


فكما ان المسيح هو اتحاد كلمة الله بنسوت الانسان دون دنس او زرع بشر كذلك تم هذا الاتحاد ليرجعنا كما اوضحت لحضن الاب مرة اخرى واستحقاق الحياة الابدية 
ولكن هذا الاتحاد يوجد به استحقاق لعقوية الموت وهذا ما تم على الصليب فاخذ المسيح هذه العقوية بدلاً عنا 
وبقيامته على الموت انتصرنا نحن ايضا على الموت وقمنا معه واستحقينا الحياه الابدية 

امين الله ان يجعلنا مستحقين الفوز بنصرة الصليب والعيش مع الله من خلال الروح القدس وان نستحق الحياة الابدية 
......شكراً





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق